أقيمت أكاديمية بتسلئيل للفنون والتصميم في القدس في العام 1906 كـ "مدرسة للصناعات الفنية". بتسلئيل هي الأكاديمية الأعرق والأكثر ريادة للفنون والتصميم والهندسة المعمارية في إسرائيل، وإحدى أهم أكاديميات الفنون والتصميم في العالم. التقى البروفيسور الفنان بوريس شاتس ببنيامين زئيف هرتسل في فيينا وعرض عليه خطته لإقامة مدرسة لصناعات الفنون في أرض إسرائيل. بعد لقائهما بعامين، وبعد عام من وفاة هرتسل، صادق المؤتمر الصهيوني السابع في بازل على إقامة بتسلئيل - مدرسة للفنون في القدس. سميت المؤسسة على اسم بتسلئيل بن أوري، الفنان التوراتي الذي عيِّن مسؤولًا عن تخطيط مبنى"خيمة الاجتماع".
تعبيرًا عن تحقيق رؤيا بروف. بوريس شاتس، تتطلع بتسلئيل منذ إقامتها لتعزيز الإبداع المستمد والمستلهم من التاريخ والإرث البصري المحلي. تركز بتسلئيل في الوقت نفسه على تعزيز البحوث والابتكار، وتطبيق التكنولوجيا المتقدمة والتدريس المبدع ومتعدد المجالات بالتعاون مع هيئات بحثية، وأكاديمية وصناعية محلية وأخرى عالمية. بتسلئيل هي أكاديمية رائدة: معظم البرامج التدريسية في الأكاديمية كانت الأولى من نوعها في إسرائيل عند افتتاحها. يدرس في بتسلئيل اليوم أكثر من 2،500 طالبة وطالب في برامج اللقب الأول والثاني في مجالات متنوعة: التصميم الصناعي، تصميم الخزف والزجاج، التواصل البصري، الفنون، فنون الشاشة (صور متحركة وفيديو)، التصوير، تصميم الأزياء والمجوهرات، الهندسة المعمارية والتصميم الحضري، الثقافة البصرية والمادية، وسياسة ونظرية الفنون. ترفع بتسلئيل راية التميز منذ أكثر من 115 عامًا، بينما تؤهل وتدرب أجيالًا من الفنانات والفنانين الرائدات\ين في مجالاتهن\م. تقبل بتسلئيل أفضل المتقدمات والمتقدمين للدراسة في صفوفها وتلتزم بتأهيل مبدعات ومبدعين متميزين يكونوا وكلاء تغيير أيضًا، بحيث يكونوا منخرطين في العمل مع مجتمعاتهم، يمتلكون المعرفة والخبرة ويرغبون ويقدرون أن يؤثروا على الثقافة والمجتمع والاقتصاد محليًا وعالميًا.
بفضل التزامنا وحفاظنا على الجودة والتميز، إلى جانب تشجيع الإبداع والمسؤولية الاجتماعية، تقود بتسلئيل الخطاب الثقافي والفني في إسرائيل. لبتسئليل دور حاسم في تكوين الهوية الثقافية والبصرية في البلاد وتمثيلها في العالم. تفخر بتسلئيل بخريجاتها وخريجيها وهم على قمة الفنون والتصميم والهندسة المعمارية في البلاد وفي العالم. تعرَض أعمال طلاب وطالبات وخريجي وخريجات ومحاضري ومحاضرات بتسلئيل في أهم المتاحف في العالم، كما وتفوز بجوائز ومسابقات مرموقة. فاز طلاب وخريجي وأعضاء طاقم بتسلئيل بأكثر من عشر جوائز إسرائيل، جوائز الفنون والعلوم والثقافة، جوائز وزارة الثقافة، جوائز متحف إسرائيل ومتحف تل أبيب، وعشرات الترشيحات والجوائز في مسابقات ومهرجانات الصور المتحركة، والسينما والفيديو آرت في جميع أنحاء العالم (مهرجان كان، برلين، والمزيد). عرِضت أعمال خريجي ومحاضِري بتسلئيل في مهرجان الفنون المعاصرة في MOMA في نيويورك، في اللوفر ومركز بومبيدو في باريس، في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، في بيانيالي الفنون وبيانيالي الهندسة المعمارية في البندقية، والمزيد.
إلى جانب نشاط عالمي ثري وتعاونات أكاديمية واسعة، بتسئيل متشبثة وناشطة في الحيز المقدسي المحلي مع المجتمعات وخطوط التماس المختلفة: الجغرافية، السياسية، الاجتماعية، الدينية، والاقتصادية. وضعت الأكاديمية نصب عينيها تشجيع وتطوير النشاط والمسؤولية المدنية بواسطة أنشطة وبرامج أكاديمية تدمج بين المشاركة الاجتماعية، تعزيز الإنصاف الجندري، والمسؤولية البيئية. تتبع الأكاديمية نهجًا إنسانيًا وتعدديًا، وتلتزم بمساواة الفرص، والحرية الإبداعية، واتخاذ موقف ناقد من أجل تحسين بيئتها، وفقًا لإيمانها أن للفنون والتصميم مسؤولية تجاه تغيير المجتمع.
تستعد بتسلئيل في هذه الأيام للانتقال إلى مبناها الجديد في مركز مدينة القدس. يتواجد الكامبوس الجديد (كامبوس جاك، جوزيف ومورتون مندل)، في قلب المدينة النابض: في مجمع المسكوبية، بجوار بلدية القدس وميدان صفرا، على تلة تطل على البلدة القديمة. صمِّم المبنى، بمعماريته المميزة، من قبل مكتب المعماريين الياباني SANAA، أحد مكاتب المعماريين الرائدة في العالم والحائز على جائزة بريتزكر. سيزود الكامبوس الجديد طلابنا وطاقمنا بحيّز إبداع وتعلم مفتوح متقاطع المجالات والأقسام للتعميق المهني والبحثي بواسطة شبكات تعليم، إبداع وبحث متقدمة . عودة بتسلئيل إلى مركز المدينة، وهي مرحلة مهمة في تاريخ بتسلئيل ومدينة القدس، تعني ولادة كامبوس حضري نابض. تواجد بتسلئيل في المكان الجديد سيكون محركًا مركزيًا في تجدد مركز المدينة. سينقل الكامبوس الجديد الأكاديمية نحو المرحلة القادمة في تاريخها، ويتيح لها أن تصمم مستقبل تربية الفنون والتصميم والهندسة المعمارية، وبذلك الاستمرار في التأثير والمساهمة للمجتمع في إسرائيل وفي العالم.